النسخ في الوحي: محاولة فهم

النسخ في الوحي: محاولة فهم

«إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: «نزلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُف، كلُّها كافٍ شافٍ.» وعثمانُ حينَ حظرَ ما حظرَ مِنَ القرآن، وحرقَ ما حرقَ من الصُّحُف، إنَّما حظرَ نصوصًا أنزَلَها اللهُ، وحرقَ صُحفًا كانت تشتمِلُ على قرآنٍ أخَذَه المُسلِمونَ عن رسولِ الله.»

من المعروفِ تاريخيًّا أنَّ القرآنَ الكريمَ تَتابعَ نزولُه على رسولِ اللهِ طوالَ ثلاثةٍ وعشرينَ عامًا، هي عُمرُ الدعوةِ المحمَّديَّة، وذلك خِلافًا لألواحِ التَّوْراةِ التي تَلقَّاها موسى من ربِّه دَفْعةً واحدة. وخلالَ هذه الفترةِ كانَ القرآنُ يناقشُ في بعضِ آياتِه أوضاعَ الدولةِ الوليدةِ ويُشرِّعُ بعضَ أحكامِها، ونتيجةً لتبدُّلِ أحوالِ المُسلِمِينَ من ضَعْفٍ إلى قوَّة، وتغيُّرِ عَلاقاتِهم معَ القُوى المُحِيطةِ بهم، نُسِخَتْ بعضُ آياتِ القرآنِ الكريمِ لتُواكِبَ التطوُّراتِ الجديدة، مِثلَما حدَثَ في عَلاقةِ الرسولِ بيهودِ المَدِينة. وبِناءً على هذا، فإنَّ قضيةَ النَّسْخِ في الوحْيِ واحدةٌ من أهمِّ القَضايا الشائكةِ في التاريخِ الإسلامي؛ نظَرًا لطبيعةِ هذا النَّسْخِ وما يمكنُ أن يَتبعَه من مُطالَباتٍ بتغييرِ بعضِ الأحكامِ لتوافِقَ العصرَ الحالي، مثلَ أحكامِ العبيدِ والجَواري ومِلْكِ اليَمِين.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *